بات من المعروف أن الإدمان على تناول المخدرات معناه قتل للنفس البشرية وتبديل للقدرات العقلية والجسدية للأفراد الناجم عن ضمور بقشرة الدماغ المسؤولة عن التفكير مما يؤدي إلى نقص التوازن ثم الهذيان وفقدان الوعي، كما أن الإدمان يمنع المتعاطي من التركيز أو التذكر ويؤدي إلى الفشل نتيجة الإحساس بالاضطهاد والشعور الزائف الذي يمتلك صاحبه ويبعده عن الصواب.
ومن هنا فإنّ المخدرات سم قاتل، والمرض الأكثر فتكاً بالأشخاص والمجتمعات على كامل الأصعدة والمستويات الحضارية والخلقية والنفسية والصحية والاجتماعية وغيرها، وباتت النتائج السلبية الناجمة عنها تشكل عبئاً حقيقياً على الشعوب لدرجة أن المخدرات تُخرب أكثر مما تُخربه الزلازل والفيضانات والحروب وغيرها، وعلى الجميع أفراداً ومجتمعات وأسراً، الاستعداد للوقوف ضد هذه الظاهرة عن طريق تعليم الأجيال مبادئ الحياة الصحيحة ومعانيها السامية، ورعايتهم في مناخ يخيم عليه الحب والسلوك السوي، والابتعاد عن رفاق السوء وصولاً إلى مجتمع ينشد التقدم في ظل قيم إنسانية نبيلة.
ويتفشى مرض المخدرات والإدمان عليها بيـن المجتمعات، لكنه يختلف من مجتمع لآخر، فالمجتمع الذي تفتك به المخدرات هو مجتمع مآله الانحلال والابتعاد عن القيم الإنسانية، لأنّ وباء المخدرات أقسى من كلّ الأوبئة، لدرجة أنّه اعتبر أخطر من السلاح النووي وأكثر أذى لأنّه يطال النفوس والضمائر والمجتمعات والدول.. والعالم اليوم مستنفر بجهاته الأربع لمحاصرة المخدرات، هذه الآفة الإجتماعية الخطيرة التي تهدد العالم بالدمار بعد أن زاد بشكل ملحوظ عدد مدمنيها، إذ تشير إحدى الإحصائيات العالمية إلى أنّه في القارتين الأوروبية والأمريكية يوجد شخص مدمن من بين كلّ /460/ شخصاً ولكن الأمر يشتد خطورة إذا ما علمنا أن هذه النسبة تصل إلى وجود شخص مدمن بين كلّ /170/ شخصاً وذلك في بلدان العالم الثالث.
لذا يجب علينا أن نقرع أجراس الخطر لأنّ مافيا المخدرات بدأت تحاصر العالم الثالث من كلّ جانب وتحاول جاهدة -المافيا- أن تجعله أكبر سوق لتصريف المخدرات واستهلاكها في هذه المنطقة بالذات، التي يمكن النفاذ منها بسهولة.
- ترى لماذا يقدم الشخص على تعاطي المخدرات؟ أهو بحث عن اللذة العابرة؟ أم هروب من هموم الواقع؟ أم تسكين للألم؟ أم مجرد فضول على مبدأ كلّ ممنوع مرغوب.
- وأمام ذلك كله ما السبيل للقضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تقضي على شبابنا؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق